إن الطمع الذي يولد فينا الجشع ليس إلاّ انعكاساً لشعورنا بالفراغ ...
نحن لسنا بحاجة لقمع هذا الطمع و إنما بتيسير فهمنا له و لوجوده في حياتنا نتساير معه و لا يسيرنا ..
من ثم لا يصبح له مجال لأي حال في مسيرتنا فتتطهر و تتنقى سيرتنا.
الإنسان بتناغمه مع الكون و مكونه يصبح مكتملاً في وجوده و كينونته ....
و إذا كان يسير عكس المسار الوجودي للكون فلن يكون هناك أي احتمال لأي اكتمال ...
بل ستكون هناك ثغرة شاسعة وواسعة لا يمكن ان يسدها أي شيء...
بل في هذا الفراغ ينمو شبح الطمع ..
و يبدأ الإنسان في حيرة من أمره و في رحلة لا نهاية لها من الجشع..
و لاحتواء هذا الفراغ يطمع الإنسان في كل ما حوله من مال لا يرضي أي حال,
أصدقاء لا تجد فيهم روح النقاء, أحباء لا يحتويهم الوفاء و الصفاء,
أو أي شيء يمكن أن يسد هذا الفراغ ...
لكنه تناسى بأنه ينبع في داخله و ليس من خارجه..
و لتروي هذا الفراغ الذي يحتويك...
اما أن تكون في انسجام مع الوجود,
عندها العالم سيصبح أنت و أنت العالم تحتويه و يحتويك
تطويه فيطويك ...

No comments:

Blog Widget by LinkWithin